هشدار قرآن: دشمن به کمتر از تسلیم کامل راضی نمیشود!
آنها به دنبال تبعیت کامل شما هستند، نه صلح.
(وَلَن تَرْضَىٰ عَنکَ الْیَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
بر اساس منطق قرآن فشارهای امروز بر مقاومت، برای آتشبس یا خلع سلاح مقطعی نیست. هدف نهایی دشمن، گرفتن هویت و اراده مؤمنان است.
هرگونه عقبنشینی، آغاز یک سقوط بیپایان است. خداوند وعده داده است که اگر مؤمنان استقامت کنند، او نصرت خود را نازل کرده و در دل دشمنان وحشت خواهد افکند (سَنُلْقِی فِی قُلُوبِ الَّذِینَ کَفَرُوا الرُّعْبَ).
ایستادگی تا پیروزی، تنها راه پیش روست.
متن کامل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ
السَّلَامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَهُ اللَّهِ
﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنکَ الْیَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِی جَاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَکَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِیٍّ وَلَا نَصِیرٍ﴾
فِی ظِلِّ الْأَحْدَاثِ الْأَخِیرَهِ وَالضُّغُوطِ الَّتِی تُمَارِسُهَا دُوَلُ الْکُفْرِ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ، یُمْکِنُ اسْتِخْلَاصُ هَذِهِ الرُّؤْیَهِ مِنَ الْقُرْآنِ الْکَرِیمِ: کُلَّمَا بَلَغَ مَسَارُ الْمُقَاوَمَهِ الِارْتِقَائِیُّ ذُرْوَتَهُ وَاشْتَدَّتْ قُوَّتُهُ، فَلَا بُدَّ أَنْ نَتَوَقَّعَ وُقُوفَ أَعْدَاءِ هَذِهِ الْمُقَاوَمَهِ، مِنَ الْکُفَّارِ وَالْمُشْرِکِینَ، بِکُلِّ مَا أُوتُوا مِنْ قُوَّهٍ فِی وَجْهِهَا. لِذَلِکَ، مِنَ الطَّبِیعِیِّ أَنْ یَرْسُمُوا الْخُطَطَ لِإِیقَافِ النُّمُوِّ الْمُتَصَاعِدِ لِلْمُقَاوَمَهِ، مُسْتَغِلِّینَ کُلَّ إِمْکَانِیَّاتِهِمْ.
هَذِهِ الْآیَهُ الشَّرِیفَهُ تُؤَکِّدُ أَنَّ الْیَهُودَ وَالنَّصَارَى لَنْ یَرْضَوْا أَبَداً بِتَبَعِیَّهٍ مَحْدُودَهٍ فِی مَوْضُوعٍ خَاصٍّ؛ بِشَکْلٍ لَا یَقْتَصِرُ مَثَلاً عَلَى أَنْ تَضَعَ الْمُقَاوَمَهُ سِلَاحَهَا فَحَسْبُ، بَلْ إِنَّ مَطَالِبَ الْعَدُوِّ لَا تَعْرِفُ حَدّاً وَلَا قَیْداً. خَاصَّهً وَأَنَّ هَذِهِ التَّبَعِیَّهَ تَأْتِی بَعْدَ أَنْ نَکُونَ قَدْ أَدْرَکْنَا قُوَّهَ الْمُقَاوَمَهِ، وَبَعْدَ أَنْ أَصْبَحَ وَاضِحاً مَدَى قُدْرَهِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَى التَّکَاتُفِ وَتَشْکِیلِ حَلَقَاتِ الرَّبِّیِّینَ؛ کَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿بَعْدَ الَّذِی جَاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ﴾. فِی حَالِ وُجُودِ هَذَا الْعِلْمِ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا یَرْضَى بَعْدَ ذَلِکَ بِتَبَعِیَّهِ الْکُفَّارِ، وَیُبْعِدُ نَصْرَهُ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ. لَوْ لَمْ تَتَجَلَّ قُوَّهُ الْمُقَاوَمَهِ لَرُبَّمَا اخْتَلَفَتِ الظُّرُوفُ، أَمَّا وَقَدْ تَجَلَّتْ هَذِهِ الْقُوَّهُ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا یَرْضَى بَعْدَ ذَلِکَ بِهَذِهِ التَّبَعِیَّهِ، وَلَا یَحْفَظُ نَصْرَهُ وَوِلَایَتَهُ لِلْمُؤْمِنِینَ، إِلَّا إِذَا وَاصَلُوا مُوَاجَهَتَهُمْ لِلْکُفَّارِ.
کَمَا یَقُولُ اللَّهُ الْمُتَعَالِ: ﴿یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِن تُطِیعُوا الَّذِینَ کَفَرُوا یَرُدُّوکُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِکُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِینَ﴾؛ إِذَا أَطَعْتُمُ الْکُفَّارَ، فَإِنَّهُمْ لَنْ یَرْضَوْا بِکُمْ عَلَى الْحَدِّ الَّذِی أَنْتُمْ عَلَیْهِ، بَلْ یُرِیدُونَ أَنْ یُعِیدُوکُمْ إِلَى أَضْعَفِ حَالَهٍ کُنْتُمْ عَلَیْهَا سَابِقاً. فِی حِینِ أَنَّ الْإِنْسَانَ عِنْدَمَا یَتَذَوَّقُ الْعِزَّهَ وَالشَّوْکَهَ، فَإِنَّ عَوْدَتَهُ إِلَى الذُّلِّ تُعَدُّ خَسَارَهً عَظِیمَهً لَهُ، وَلَا یُمْکِنُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ یَتَحَمَّلَ أَیَّ قَدْرٍ مِنْهَا. لِذَا، یَعِدُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِأَنَّهُ مَوْلَاکُمْ وَهُوَ خَیْرُ النَّاصِرِینَ، وَإِذَا اسْتَقَمْتُمْ، وَلَمْ تَضْعُفُوا وَلَمْ تَخَافُوا، فَسَیُلْقِی الرُّعْبَ مِنْکُمْ فِی قُلُوبِ الْکُفَّارِ: ﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلَاکُمْ وَهُوَ خَیْرُ النَّاصِرِینَ * سَنُلْقِی فِی قُلُوبِ الَّذِینَ کَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَکُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ یُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِینَ﴾.
إِذَا تَحَرَّکَ الْإِنْسَانُ بِهَذِهِ الرُّؤْیَهِ الْقُرْآنِیَّهِ، فَسَیُدْرِکُ أَنَّ الِاسْتِسْلَامَ وَالتَّرَاجُعَ فِی أَیِّ مَرْحَلَهٍ، لَیْسَ لَهُ حَدٌّ یَرْضَى بِهِ الْکُفَّارُ، وَأَنَّ اتِّبَاعَ أَهْوَاءِ الْیَهُودِ وَالنَّصَارَى یَدْفَعُ الْإِنْسَانَ إِلَى السُّقُوطِ الْکَامِلِ؛ لِذَلِکَ یَجِبُ أَنْ نُقَاوِمَ. یَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِی الْآیَاتِ الْمُتَعَلِّقَهِ بِالرَّبِّیِّینَ إِنَّ هُنَاکَ خَطَّیْنِ فِی الْعَمَلِ:
- إِمَّا خَطُّ الرَّبِّیِّینَ وَتَجَمُّعُ الْمُؤْمِنِینَ حَوْلَ الْوَلِیِّ الْإِلَهِیِّ، وَهَذَا حَتْماً یُؤَدِّی إِلَى النَّتِیجَهِ التَّالِیَهِ: ﴿ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْکَافِرِینَ﴾؛
- وَإِمَّا التَّرَاجُعُ وَقَبُولُ التَّبَعِیَّهِ لِلْکُفَّارِ، وَنَتِیجَتُهُ حَتْماً سَتَکُونُ هَکَذَا: ﴿إِن تُطِیعُوا الَّذِینَ کَفَرُوا یَرُدُّوکُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِکُمْ﴾.
هَذَانِ الْخَطَّانِ، هُمَا مَسَارَانِ لَا نِهَایَهَ لَهُمَا، وَلَا حَدَّ لَهُمَا یُمْکِنُ تَصَوُّرُهُ: أَحَدُهُمَا فِی مَعِیَّهِ الْوَلِیِّ الْإِلَهِیِّ إِلَى جَانِبِ الْمُؤْمِنِینَ، وَالْوُصُولُ فِی الْحَقِیقَهِ إِلَى النَّصْرِ الْکَامِلِ؛ وَالْآخَرُ هُوَ التَّبَعِیَّهُ لِلْکُفَّارِ وَالْعَوْدَهُ إِلَى أَضْعَفِ حَالَهٍ سَابِقَهٍ وَالْوُقُوعُ فِی الْخُسْرَانِ. هَذَانِ الْخَطَّانِ لَا یَنْتَهِیَانِ؛ فَخَسَارَهُ التَّبَعِیَّهِ لِلْکُفَّارِ لَا حَدَّ لَهَا، وَلَا نَصْرُ اللَّهِ فِی کَمَالِهِ یَقْبَلُ حَدّاً؛ الْأَمْرُ مَرْهُونٌ بِاخْتِیَارِ الْمُؤْمِنِینَ لِأَیٍّ مِنْ هَذَیْنِ الْخَطَّیْنِ.
إِنْ شَاءَ اللَّهُ، یُعِینُنَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَمِیعاً فِی جَبْهَهِ حِزْبِ اللَّهِ فِی لُبْنَانَ، وَمُقَاوَمَهِ غَزَّهَ، وَمُقَاوَمَهِ الْعِرَاقِ وَإِیرَانَ وَالْیَمَنِ وَسُورِیَا، لِنَتَّحِدَ وَنُشَکِّلَ حَلَقَاتِ الرَّبِّیِّینَ أَکْثَرَ مِنْ ذِی قَبْلُ، وَبِمَحْوَرِیَّهِ الْوَلِیِّ الْإِلَهِیِّ، وَلِنُحَقِّقَ لِأَنْفُسِنَا النَّصْرَ اللَّامَحْدُودَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَکَذَلِکَ ﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلَاکُمْ وَهُوَ خَیْرُ النَّاصِرِینَ﴾؛ وَلَکِنْ إِذَا قَبِلْنَا التَّبَعِیَّهَ لِأَهْوَاءِ وَأَمَانِیِّ الْمُشْرِکِینَ وَالْکُفَّارِ: ﴿مَا لَکَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِیٍّ وَلَا نَصِیرٍ﴾.
وَالسَّلَامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ