حركة الربيون

(رواية إلهية عن الحرب)

المعركة في الميدان الصعب هي مقدّمة فقط؛ فالحرب الحقيقية تدور حول المعتقدات والروايات.

أن نستطيع، بناءً على آيات القرآن الكريم، تحديد المحاور الرئيسية لساحة المعركة، وتحضيرها وفقًا للجمهور المستهدف، وتعريف عمليات ميدانية بناءً عليها، فهذا هو أولويتنا الأولى.

پیام استاد عابدینی پیرامون مکر دشمنان در خلع سلاح مقاومت غزه، لبنان و عراق

هشدار قرآن: دشمن به کمتر از تسلیم کامل راضی نمی‌شود!

آن‌ها به دنبال تبعیت کامل شما هستند، نه صلح.
(وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)

بر اساس منطق قرآن فشارهای امروز بر مقاومت، برای آتش‌بس یا خلع سلاح مقطعی نیست. هدف نهایی دشمن، گرفتن هویت و اراده مؤمنان است.

هرگونه عقب‌نشینی، آغاز یک سقوط بی‌پایان است. خداوند وعده داده است که اگر مؤمنان استقامت کنند، او نصرت خود را نازل کرده و در دل دشمنان وحشت خواهد افکند (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ).

ایستادگی تا پیروزی، تنها راه پیش روست.

متن کامل

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ

﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾

فِي ظِلِّ الْأَحْدَاثِ الْأَخِيرَةِ وَالضُّغُوطِ الَّتِي تُمَارِسُهَا دُوَلُ الْكُفْرِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، يُمْكِنُ اسْتِخْلَاصُ هَذِهِ الرُّؤْيَةِ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ: كُلَّمَا بَلَغَ مَسَارُ الْمُقَاوَمَةِ الِارْتِقَائِيُّ ذُرْوَتَهُ وَاشْتَدَّتْ قُوَّتُهُ، فَلَا بُدَّ أَنْ نَتَوَقَّعَ وُقُوفَ أَعْدَاءِ هَذِهِ الْمُقَاوَمَةِ، مِنَ الْكُفَّارِ وَالْمُشْرِكِينَ، بِكُلِّ مَا أُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ فِي وَجْهِهَا. لِذَلِكَ، مِنَ الطَّبِيعِيِّ أَنْ يَرْسُمُوا الْخُطَطَ لِإِيقَافِ النُّمُوِّ الْمُتَصَاعِدِ لِلْمُقَاوَمَةِ، مُسْتَغِلِّينَ كُلَّ إِمْكَانِيَّاتِهِمْ.

هَذِهِ الْآيَةُ الشَّرِيفَةُ تُؤَكِّدُ أَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَنْ يَرْضَوْا أَبَداً بِتَبَعِيَّةٍ مَحْدُودَةٍ فِي مَوْضُوعٍ خَاصٍّ؛ بِشَكْلٍ لَا يَقْتَصِرُ مَثَلاً عَلَى أَنْ تَضَعَ الْمُقَاوَمَةُ سِلَاحَهَا فَحَسْبُ، بَلْ إِنَّ مَطَالِبَ الْعَدُوِّ لَا تَعْرِفُ حَدّاً وَلَا قَيْداً. خَاصَّةً وَأَنَّ هَذِهِ التَّبَعِيَّةَ تَأْتِي بَعْدَ أَنْ نَكُونَ قَدْ أَدْرَكْنَا قُوَّةَ الْمُقَاوَمَةِ، وَبَعْدَ أَنْ أَصْبَحَ وَاضِحاً مَدَى قُدْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى التَّكَاتُفِ وَتَشْكِيلِ حَلَقَاتِ الرَّبِّيِّينَ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾. فِي حَالِ وُجُودِ هَذَا الْعِلْمِ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا يَرْضَى بَعْدَ ذَلِكَ بِتَبَعِيَّةِ الْكُفَّارِ، وَيُبْعِدُ نَصْرَهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ. لَوْ لَمْ تَتَجَلَّ قُوَّةُ الْمُقَاوَمَةِ لَرُبَّمَا اخْتَلَفَتِ الظُّرُوفُ، أَمَّا وَقَدْ تَجَلَّتْ هَذِهِ الْقُوَّةُ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا يَرْضَى بَعْدَ ذَلِكَ بِهَذِهِ التَّبَعِيَّةِ، وَلَا يَحْفَظُ نَصْرَهُ وَوِلَايَتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ، إِلَّا إِذَا وَاصَلُوا مُوَاجَهَتَهُمْ لِلْكُفَّارِ.

كَمَا يَقُولُ اللَّهُ الْمُتَعَالِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾؛ إِذَا أَطَعْتُمُ الْكُفَّارَ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَرْضَوْا بِكُمْ عَلَى الْحَدِّ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ يُعِيدُوكُمْ إِلَى أَضْعَفِ حَالَةٍ كُنْتُمْ عَلَيْهَا سَابِقاً. فِي حِينِ أَنَّ الْإِنْسَانَ عِنْدَمَا يَتَذَوَّقُ الْعِزَّةَ وَالشَّوْكَةَ، فَإِنَّ عَوْدَتَهُ إِلَى الذُّلِّ تُعَدُّ خَسَارَةً عَظِيمَةً لَهُ، وَلَا يُمْكِنُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَتَحَمَّلَ أَيَّ قَدْرٍ مِنْهَا. لِذَا، يَعِدُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِأَنَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ، وَإِذَا اسْتَقَمْتُمْ، وَلَمْ تَضْعُفُوا وَلَمْ تَخَافُوا، فَسَيُلْقِي الرُّعْبَ مِنْكُمْ فِي قُلُوبِ الْكُفَّارِ: ﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ * سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾.

إِذَا تَحَرَّكَ الْإِنْسَانُ بِهَذِهِ الرُّؤْيَةِ الْقُرْآنِيَّةِ، فَسَيُدْرِكُ أَنَّ الِاسْتِسْلَامَ وَالتَّرَاجُعَ فِي أَيِّ مَرْحَلَةٍ، لَيْسَ لَهُ حَدٌّ يَرْضَى بِهِ الْكُفَّارُ، وَأَنَّ اتِّبَاعَ أَهْوَاءِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى يَدْفَعُ الْإِنْسَانَ إِلَى السُّقُوطِ الْكَامِلِ؛ لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نُقَاوِمَ. يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْآيَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالرَّبِّيِّينَ إِنَّ هُنَاكَ خَطَّيْنِ فِي الْعَمَلِ:

  • إِمَّا خَطُّ الرَّبِّيِّينَ وَتَجَمُّعُ الْمُؤْمِنِينَ حَوْلَ الْوَلِيِّ الْإِلَهِيِّ، وَهَذَا حَتْماً يُؤَدِّي إِلَى النَّتِيجَةِ التَّالِيَةِ: ﴿ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾؛
  • وَإِمَّا التَّرَاجُعُ وَقَبُولُ التَّبَعِيَّةِ لِلْكُفَّارِ، وَنَتِيجَتُهُ حَتْماً سَتَكُونُ هَكَذَا: ﴿إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ﴾.

هَذَانِ الْخَطَّانِ، هُمَا مَسَارَانِ لَا نِهَايَةَ لَهُمَا، وَلَا حَدَّ لَهُمَا يُمْكِنُ تَصَوُّرُهُ: أَحَدُهُمَا فِي مَعِيَّةِ الْوَلِيِّ الْإِلَهِيِّ إِلَى جَانِبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْوُصُولُ فِي الْحَقِيقَةِ إِلَى النَّصْرِ الْكَامِلِ؛ وَالْآخَرُ هُوَ التَّبَعِيَّةُ لِلْكُفَّارِ وَالْعَوْدَةُ إِلَى أَضْعَفِ حَالَةٍ سَابِقَةٍ وَالْوُقُوعُ فِي الْخُسْرَانِ. هَذَانِ الْخَطَّانِ لَا يَنْتَهِيَانِ؛ فَخَسَارَةُ التَّبَعِيَّةِ لِلْكُفَّارِ لَا حَدَّ لَهَا، وَلَا نَصْرُ اللَّهِ فِي كَمَالِهِ يَقْبَلُ حَدّاً؛ الْأَمْرُ مَرْهُونٌ بِاخْتِيَارِ الْمُؤْمِنِينَ لِأَيٍّ مِنْ هَذَيْنِ الْخَطَّيْنِ.

إِنْ شَاءَ اللَّهُ، يُعِينُنَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَمِيعاً فِي جَبْهَةِ حِزْبِ اللَّهِ فِي لُبْنَانَ، وَمُقَاوَمَةِ غَزَّةَ، وَمُقَاوَمَةِ الْعِرَاقِ وَإِيرَانَ وَالْيَمَنِ وَسُورِيَا، لِنَتَّحِدَ وَنُشَكِّلَ حَلَقَاتِ الرَّبِّيِّينَ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلُ، وَبِمَحْوَرِيَّةِ الْوَلِيِّ الْإِلَهِيِّ، وَلِنُحَقِّقَ لِأَنْفُسِنَا النَّصْرَ اللَّامَحْدُودَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَكَذَلِكَ ﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾؛ وَلَكِنْ إِذَا قَبِلْنَا التَّبَعِيَّةَ لِأَهْوَاءِ وَأَمَانِيِّ الْمُشْرِكِينَ وَالْكُفَّارِ: ﴿مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.

وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ