حركة الربيون

(رواية إلهية عن الحرب)

المعركة في الميدان الصعب هي مقدّمة فقط؛ فالحرب الحقيقية تدور حول المعتقدات والروايات.

أن نستطيع، بناءً على آيات القرآن الكريم، تحديد المحاور الرئيسية لساحة المعركة، وتحضيرها وفقًا للجمهور المستهدف، وتعريف عمليات ميدانية بناءً عليها، فهذا هو أولويتنا الأولى.

الإذلال العجيب لأمريكا

وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٢٢﴾

إذلال أمريكا اللافت للنظر

كم كان الأمر لافتًا للنظر عندما هدّد ترامب ذلك الجزء الصغير المسمى “غزة”، والذي لا يمتلك إمكانيات مادية تُذكر، بأنه سيحولها إلى جحيم إن لم يطلقوا سراح جميع الأسرى دفعة واحدة.

لكن غزة أعلنت أنها ماضية في نهجها، ولم تأبه لتهديد أمريكا، بل وهدّدت بدورها أنها لن تطلق سراح بقية الأسرى. إن هذه الرؤية تنبع من عقيدة إيمانية راسخة. عندما يصرخ الخصم مرارًا ولا يجد خوفًا في المقابل، فإنه هو من يخاف، وتصبح تهديداته في سائر أنحاء العالم عديمة الأثر.

إن المؤمن الذي يعمل بواجبه ولا يخاف، يفتح الطريق للآخرين الذين قد يكون إيمانهم أضعف ويشعرون ببعض الخوف.

الْكُفَّارُ الْفَارُّونَ الْمَخْذُولُونَ

الوليّ هو من يتولى أمر الشخص في جميع شؤونه، أما النصير فهو من يقدم له العون والمساعدة في بعض الأمور. يقول تعالى إن هؤلاء الكفار الذين يقاتلونكم ثم يولّون الأدبار فرارًا، في تلك اللحظة الحرجة، لن يجدوا وليًّا يتولى جميع شؤونهم ويساندهم، ولا نصيرًا يقدم لهم العون ولو في جانب من الجوانب.

أما المؤمن، فحتى لو وُضِع في أصعب الظروف، إذا ثبت ولم يفرّ، فإن له وليًّا ونصيرًا. فالمؤمن، بحسب درجة إيمانه، إن كان إيمانه أضعف، شملته النصرة الإلهية في بعض شؤونه، وإن كان إيمانه أقوى، شملته الولاية الإلهية وتولّى الله تعالى أمره كله.

إن لهذه السورة أثرًا عظيمًا في الحرب الإعلامية والنفسية، لما تبثه من أمل في قلوب المؤمنين، وما تلقيه من رعب في قلوب الأعداء.