لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿٢٧﴾
⬅️ رأى النبي الأكرم ﷺ رؤيا صدّقها الله، إذ رأى في منامه أنه يدخل المسجد الحرام مع أصحابه آمنين «مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ» (الفتح: 27)، وقد حلقوا رؤوسهم وقصّروا شعرهم وقلموا أظفارهم. فرؤيا الأنبياء وحيٌ حق، تمامًا كما رأى إبراهيم الخليل عليه السلام في المنام ـ وفي الحقيقة ـ أنه يذبح ابنه، فاعتبر تلك الرؤيا وحيًا إلهيًا محضًا.
وهكذا فهم المؤمنون أنهم سيدخلون المسجد الحرام ويؤدون العمرة. لذلك، عندما أمر النبي ﷺ بالمسير، كان المؤمنون على يقين بأنهم سيوفّقون لأداء العمرة في ذلك العام حتمًا.
لكن لما وصلوا الحديبية وصدّهم المشركون وتقرّر الصلح، بدأ بعضهم بالكلام والاعتراض قائلين: إن رؤيا النبي ﷺ لم تتحقق. لقد ظنّوا أن الوعد سيتحقق في عامهم ذلك، بينما وعد الله قد يأتي ويظن الناس أنه فوريُّ التحقق.
⬅️ وفي أوامر الله، على العبد أن ينتظر وألا يستعجل؛ فقد وعد الله موسى الكليم عليه السلام بالإجابة على دعائه، لكن تحقّق الوعد استغرق أربعين عامًا. فليس الأمر أنه بمجرد أن يُعطى العبد وعد الإجابة، يبدأ تحقّقه فورًا، بل قد يتعاقب جيلٌ أو أكثر قبل أن يتحقق الوعد.