حركة الربيون

(رواية إلهية عن الحرب)

المعركة في الميدان الصعب هي مقدّمة فقط؛ فالحرب الحقيقية تدور حول المعتقدات والروايات.

أن نستطيع، بناءً على آيات القرآن الكريم، تحديد المحاور الرئيسية لساحة المعركة، وتحضيرها وفقًا للجمهور المستهدف، وتعريف عمليات ميدانية بناءً عليها، فهذا هو أولويتنا الأولى.

الغلبة التامة بظهور الإمام المهدي (عج)

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴿٢٨﴾

⬅️ إن من سنن الله الثابتة غلبة المؤمنين وعلوّهم. وهذه الغلبة قد لا تكون ظاهرية بالضرورة، بل قد تكون غلبة ثقافية وفكرية. وكلما ارتقى الإيمان، كانت الغلبة أعظم وأقوى. وهنا يقول تعالى: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» (التوبة: 33). فدين النبي الخاتم ﷺ له الهيمنة على جميع الأديان السابقة، لِعُلُوِّ مقامه ﷺ وسموِّ درجته على سائر الأنبياء.

أما الغلبة الكاملة، في الظاهر والباطن معًا، فإنها ستتحقق في زمن الظهور. لذلك، يُعتبر زمن ظهور الإمام المهدي (عج) هو المصداق الأكمل لهذه الآية المباركة.

⬅️ ثم يتابع تعالى قوله: «وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا». إن شهادة الله على هذا الأمر ليست شهادة المراقب المحايد، بل تعني أن المنظومة الإلهية بأكملها تعمل وتتحرك في سبيل تحقيق هذا الوعد. وبناءً على ذلك، في زمن الظهور، ستتحرك كل الكائنات طوعًا لأمر الإمام (عج)، وتكشف عن الكافرين حتى تتحقق الغلبة التامة. وقد ورد في الحديث ما يجسّد هذا المعنى، بأنه في ذلك الزمان، لو اختبأ كافرٌ في جوف صخرة، لنادت الصخرة على المؤمن قائلة: “يا عبد الله، تعال فاكسرني واقتل هذا الكافر الذي بداخلي”.