حركة الربيون

(رواية إلهية عن الحرب)

المعركة في الميدان الصعب هي مقدّمة فقط؛ فالحرب الحقيقية تدور حول المعتقدات والروايات.

أن نستطيع، بناءً على آيات القرآن الكريم، تحديد المحاور الرئيسية لساحة المعركة، وتحضيرها وفقًا للجمهور المستهدف، وتعريف عمليات ميدانية بناءً عليها، فهذا هو أولويتنا الأولى.

الإحاطة الإلهية فوق القدرة المادية

﴿وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾ ﴿٢١﴾

تُشير الآية هنا إلى معركة أخرى أصعب كانت في انتظاركم، وهي معركة حنين. وهذا من الإعجاز الغيبي للقرآن الكريم.

معنى قوله تعالى ﴿لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا﴾ هو أنه بحسب الظاهر وحساباتكم المادية، وبناءً على عُدَّتِكُم وعَدَدِكُم، لم تكن لديكم القدرة على تحقيق هذا النصر. ولكن الله الذي يملك القوة والإحاطة الكاملة يقول: ﴿قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا﴾.

إن هذا التعبير يُرشدنا إلى ضرورة القيام بالحسابات المادية، ولكن بعد إجرائها، يجب أن تتجه أنظارنا ويقيننا إلى حقيقة أن الله قد أحاط بالوضع وهيأ أسباب النصر.

فإذا اجتمعت جيوشٌ أو دولٌ أو جبهاتٌ ضد محور المقاومة، وبدت في الحسابات المادية أكثر قوةً وسلاحًا، فإنها لا تخرج أبدًا عن علم الله وإحاطته. ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. فعندما يكون الكون بأسره مركز قيادة وجنودًا للحق، فبأي جيشٍ إذًا سيهاجمنا عدونا؟