حركة الربيون

(رواية إلهية عن الحرب)

المعركة في الميدان الصعب هي مقدّمة فقط؛ فالحرب الحقيقية تدور حول المعتقدات والروايات.

أن نستطيع، بناءً على آيات القرآن الكريم، تحديد المحاور الرئيسية لساحة المعركة، وتحضيرها وفقًا للجمهور المستهدف، وتعريف عمليات ميدانية بناءً عليها، فهذا هو أولويتنا الأولى.

النموذج التربوي للنبي ص

مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾

اسم لا يمكن إزالته

يقول القرآن الكريم في سورة الفتح: «محمد رسول الله…»

◀️ في صلح الحديبية، قال المشركون إنهم لا يقبلون أن يُذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نص الصلح على أنه “رسول الله”. فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه بمحو اسمه.

⬅️ لكن في سورة الفتح، ذكر الله اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل هذا الاسم باقيًا إلى الأبد.

أغضِبوا العدو

السؤال: ألا يجب علينا أن نتجنب إثارة غضب العدو لأن مشاكلنا ناتجة عن إغضابه؟

⬅️ الجواب: لا يجب أن نحسن الظن بالعدو ونعتقد أنه إذا لم نغضبه فسوف يكتفي؛ بل العدو يواصل اتخاذ خطوات تدريجية حتى يستولي في النهاية على كل شيء منا.
◀️ يجب أن يخاف العدو منا كي لا يتجرأ على التحرك ضدنا، ونحن مكلفون بأن نظهر للعدو الغلظة والشدة، كما قال تعالى: «وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً».
كما أننا مكلفون بإغضاب العدو، كما قال تعالى: «لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ». وهذا منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الذي تم تقديمه كنموذج يُحتذى به.

◀️ بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاكمية الإلهية مكلفة بأن تظهر قوتها بشكل يجعل العدو لا يطمع فيها.

شجرة حزب الله الطيبة

يقول القرآن الكريم:
«مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ… وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى‏ عَلى‏ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ…»

السيد حسن نصر الله كان بمثابة بذرة، ومع نموه، انتشر حبوب اللقاح إلى من حوله، وارتفع الجميع معًا مثل شجرة واحدة. حزب الله كان تيارًا نما مع السيد حسن حتى وقف على قدميه، إلى الحد الذي أصبح فيه هذا التيار قويًا ومستقلًا.

حتى مؤسس هذا التيار نفسه يُصاب بالدهشة من هذا النمو، وبنفس القدر يصبح هذا النمو سببًا في إثارة غيظ العدو.

نموذج العمل الجماعي

الأصحاب الوفيون

«كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى‏ عَلى‏ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ…»

1⃣ النمو يجب أن يكون جماعيًا، بحيث يكون هناك قائد وأصحاب يسيرون في اتجاهات مختلفة.

2⃣ كزرع؛ أي أن الجميع يعودون إلى جذر واحد، وكل فرد يعتبر المجموعة جزءًا من نفسه، لذلك يسعى كل واحد للحفاظ على المجموعة بأكملها.

3⃣ فآزره؛ الساق الرئيسي، الذي هو القائد، يمنح البراعم التي بجانبه فرصة للنمو، ويثق بها، ويُسند إليها بعض المسؤوليات. من خلال هذا، تتحول تلك البراعم إلى سيقان أكبر وأقوى.

4⃣ عندما يُرى هذا الفريق، يصبح قويًا وصلبًا، بحيث يصبح من الصعب على العدو مواجهة الجميع. وإذا ضرب أحدهم، فإنه يُسهم في تكاثرهم وانتشارهم.

5⃣ رؤية هذه المجموعة المستحكمة تُثير إعجاب الزُرّاع، لدرجة أن العدو يُصاب بالغضب تجاههم.

6⃣ العمل الجماعي والنمو الجماعي يحتاج إلى الصبر حتى ينمو الجميع تدريجيًا معًا.

نموذج التربية القائم على المسؤولية

يُقدّم القرآن الكريم علاقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التربوية مع أصحابه بهذه الصورة:
«كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه…»

◀️ الساق الرئيسي يمنح المؤمنين الذين نبتوا حوله فرصة للنمو، ويُسند إليهم جزءًا من المسؤوليات.

عندما يتقبّل البراعم المسؤولية، فهذا يعني أنهم يعتبرون أنفسهم جزءًا من هذه المجموعة، ويرتبطون جذريًا بها. لذلك، يسعون جاهدين للحفاظ على هذه المجموعة بأكملها، وبهذا الشكل يتولد لديهم شعور الانتماء إلى المجموعة، مما يجعل العدو غير قادر على اختراقهم.

⬅️ وهذا ينطبق أيضًا على المنزل أو العائلة؛ فالأطفال هم براعم يحتاجون إلى تحمل مسؤوليات تناسب قدراتهم للنمو، ومن خلال ذلك يصبحون محصنين أمام مكائد العدو وغير قابلين للاختراق.