حركة الربيون

(رواية إلهية عن الحرب)

المعركة في الميدان الصعب هي مقدّمة فقط؛ فالحرب الحقيقية تدور حول المعتقدات والروايات.

أن نستطيع، بناءً على آيات القرآن الكريم، تحديد المحاور الرئيسية لساحة المعركة، وتحضيرها وفقًا للجمهور المستهدف، وتعريف عمليات ميدانية بناءً عليها، فهذا هو أولويتنا الأولى.

الاعتماد على الحسابات المادية

بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا ﴿١٢﴾

كانت حسابات المنافقين مادية بحتة، ولم يؤمنوا بالقدرة الإلهية أبدًا. ولقد اعتقدوا جازمين بأن النبي (ص) والمؤمنين سيُقتلون في تلك الظروف الخطرة، حتى تملّك هذا الظن قلوبهم. إن الشيطان يزيّن ظاهر الأمور ليصرف الإنسان عن الالتفات إلى حقيقتها الباطنة. لذلك يقول القرآن الكريم: ﴿وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ﴾.

وهذا الاعتماد على الحسابات المادية بحد ذاته يؤدي إلى الهلاك. ولذلك يقول تعالى: ﴿وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا﴾.

وعادةً، فإن من يكون على هذه الشاكلة إذا نبهته، ازداد عنادًا وإصرارًا على باطله. لذلك لجأوا إلى اختلاق التبريرات الكاذبة، التي تبعها سيلٌ من الأكاذيب. ذلك لأن الكون كلٌّ مترابط، والكذب لا بد أن يُفضَح في السياق الطبيعي للأمور.