وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٦﴾
حسن الظن بالله
سوء الظن بالله هو النقطة المحورية للشرك والنفاق. فسيء الظن، بسوء ظنه بالله، يسيء الظن بالعالم كله الذي هو جند من جنود الله، فلا يجد الطمأنينة أبدًا. يظهر سوء الظن على شكل اليأس ، أو تخطئة أعمال المؤمنين، أو الخصومة مع الله، وغير ذلك. في المقابل، يكمن حسن الظن بالله وهذه النظرة التوحيدية التي ترى أن كل شيء بيد الله، حتى وإن كان في ظاهره حدثًا غير سار. فالمؤمن يقول في خضم الحوادث: لقد وجدني الله أهلاً لأن يمنحني نموًا أكبر من خلال هذا الحدث
علاقة إيمان المؤمنين بعذاب الأعداء
يقول القرآن في سورة الفتح: «وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ» هذه الآية معطوفة على ما قبلها. في الحقيقة، كلما حقق المؤمنون تلك الطاعة المذكورة في الآية السابقة بشكل أفضل، وازدادوا إيمانًا وتكاتفًا، زاد الله من شدة الحوادث الصعبة وغضبه على المنافقين والمشركين. إذًا، هناك علاقة طردية بين شدة تمسك المؤمنين بالمنهج الإلهي وشدة الأحداث العصيبة التي تحل بالعدو. وفي مقابل السكينة التي تنزل على المؤمنين، تحلّ دائرة السوء (الإحاطة بالأحداث السيئة) على العدو، وفي مقابل «لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا» للمؤمنين، يأتي «وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ» للعدو