هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٤﴾
سكينة المؤمنين في الظروف الصعبة
عندما يتبع المؤمنون قائدهم الإلهي، يُنزل الله على قلوبهم سكينة في الظروف الصعبة، مما يؤدي إلى حصول الإنسان على الوحدة والتركيز الروحي، ويمنحه القوة لاتخاذ القرار والعمل. السكينة الروحية ضرورية للنمو. مثل الطفل الذي لا يحمل همّ غده. فالمؤمن إذا امتلك السكينة، استطاع أن يتحرك بسرعة. العدو بدوره يسعى جاهداً لسلب المؤمنين هذه السكينة، ولذلك يحاول أن يضع المجتمعات المؤمنة في أزمات مستمرة، والله في خضم هذه الظروف الصعبة نفسها، يُنزل هذه السكينة للمؤمنين.
وهذه السكينة تنزل في المقام الأول وبأعلى مراتبها على الولي والقائد.
سكينة المؤمنين و رعب الكافرين
يقول القرآن الكريم: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ»
السكينة التي تكون موجودة في الظروف السهلة قد تزول في الظروف الصعبة، أما السكينة التي تُكتسب في الظروف الصعبة، فستبقى في الظروف الأسهل. السكينة التي تُنزل هنا تجعل الإنسان يجد وحدة وتركيزًا روحيًا، ويكتسب القوة للجهاد والحركة نحو الله. وبالطبع، هذه السكينة تنزل في المقام الأول وبأعلى مراتبها على الوليّ والقائد. يُنقل عن الإمام الخميني (ره) أنه قال: “والله لم أخف، وفي ليلة اعتقالي، كنت أنا من يهدّئ رجال الأمن”. هذه كانت سكينة الإمام العظيمة.
سبب هذه السكينة هو الطاعة التي أظهروها للنبي (ص). هؤلاء الأفراد الذين ساروا مع النبي وتحركوا لأداء عمرة القضاء كانوا يفعلون ذلك مع احتمال استشهادهم. (بالطبع، للسكينة مراتب مختلفة، وكلما زادت طاعة النبي، تحققت سكينة أعلى). في المقابل، الكفار كلما زادوا في مواجهة الحق، قلت سعة أرواحهم وأُلقي في قلوبهم المزيد من الرعب