المعركة في الميدان الصعب هي مقدّمة فقط؛ فالحرب الحقيقية تدور حول المعتقدات والروايات.
أن نستطيع، بناءً على آيات القرآن الكريم، تحديد المحاور الرئيسية لساحة المعركة، وتحضيرها وفقًا للجمهور المستهدف، وتعريف عمليات ميدانية بناءً عليها، فهذا هو أولويتنا الأولى.
اليوم، الكيان الصهيوني أقرب ما يكون إلى نهايته المحتومة. نشارك مع شعوب و بلاد المسلمين في تلاوة سورة الفتح المباركة، بنيّة تحقيق النصر الحاسم للأمّة الإسلامية، وتجديد العهد مع الله ورسوله، وتقديم الدعم الروحي والمعنوي للمجاهدين في سبيل الله.
تبدأ سورة الفتح بالبشارة بالنصر والفتح. نزلت هذه السورة في وقتٍ بايع فيه المؤمنون النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التضحية حتى الموت في مواجهة المشركين، وذلك عند عودتهم من صلح الحديبية، حيث شعر بعضهم بالهزيمة والخضوع أمام المشركين. جاءت هذه السورة لتروي القصة بأسلوب يُغير نظرة المؤمنين، ويُشعرهم بالنصر والتمكين.
الأستاذ محمد رضا عابديني، في تفسيره لهذه السورة، يشير إلى التوكل على الله في الظروف الصعبة، واتباع القائد الإلهي، وغير ذلك من المفاهيم المهمة. تُعد هذه السورة رمزًا للأمل والنصر للمؤمنين في مواجهة الشدائد. وبالنظر إلى توصية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بقراءة سورة الفتح المباركة في الظروف الحالية لتحقيق النصر لجبهة المقاومة، يمكن القول إن مواضيع هذه السورة تتوافق بشكل خاص مع أوضاعنا اليوم.